أصبحت إشكالية الإلحاد تُشكل خطراً واضحاً في وقتنا الحاضر ، حيث نجد الملاحدة الجدد يقدمون فرضيات ونظريات خاطئة حول قضية الإلحاد والإيمان بالإضافة إلي نشاطهم المستمر في ترسيخ مفهوم الإلحاد ومحاولة تفنيد أدلة وجود الله والحجج الدينية و إثبات عدم منطقيتها، وقد اختارت الباحثة واحداً من أهم فرسان الإلحاد وهو سام هاريس على وجه التحديد لندرة الأبحاث العربية التي تتناول فلسفتة ، ودراسة جدل الإلحاد والدين في فكر هاريس تكتسب أهمية بالغة في حقل الفلسفة المعاصرة نظراً لتأثيره الواسع فهو يدعي إلي إعادة النظر في أسس الإيمان الديني ، إنطلاقاً من هذه الخلفية تسعي الباحثة إلي تحليل جدل الإلحاد والإيمان في فكر هاريس ومناقشته من وجهة نظر كانطية ، وسنتناول بالنقد الحجج التي يطرحها هاريس ضد الدين ونقارنها مع رؤية كانط الفلسفية ، سنبدأ بتحديد الإطار المفاهيمي للبحث من خلال تعريف مصطلحات مثل الإلحاد ، والإيمان ، و العقل ، والدين ، والأخلاق ، ثم سننتقل إلي عرض الأفكار الرئيسية لهاريس في نقد الدين والدفاع عن الإلحاد، مع التركيز علي حججة العقلية والأخلاقية وبعد ذلك سنخصص قسماً لمناقشة نقدية لأفكار هاريس ، وقد أتبعت الباحثة في ذلك المنهج التحليلي بالإضافة للمنهج النقدي المقارن ،والهدف الأسمي هو المساهمة في إثراء النقاش الفلسفي جول قضية الإلحاد والإيمان إنطلاقاً من حالة سام هاريس وبإستلهام من فلسفة كانط ، آملين أن يفتح هذا البحث آفاقاً جديدة للتفكير في هذه الإشكالية بما يعزز قيم العقلانية والحرية والتسامح في عالمنا المعاصر .