تؤثر الأفلام بشكل عميق في إدراكنا وعواطفنا وسلوكياتنا، إذ تتجاوز كونها مجرد وسيلة ترفيهية لتصبح تجربة غنية ذات أبعاد معرفية وعاطفية وأخلاقية، فهي تسهم في إثار العواطف و نقل المعرفة وتشكيل الفهم، واتخاذ القرارات ، كما تلعب دورًا مهمًا في حياة الأفراد والمجتمعات، ما يجعل من الضروري دراستها وفهم كيفية تأثيرها. ومن هذا المنطلق، وظَّف "كارول" العواطف المعرفية والأخلاقية لتحليل تأثيرات الأفلام في الجمهور وتفاعلهم مع الشخصيات والاحداث الخيالية، بالإضافة إلى الكشف عن كيفية معالجة المُشاهد للأفلام وتأثيرها فيه. وفي ذلك، استند "كارول" إلى مجموعة من العلوم المختلفة، مثل الفلسفة وعلم النفس المعرفي، إلى جانب نتائج دراسات في مجال العلوم العصبية والفسيولوجية والبيولوجية. وقد خلص إلى أن الأفلام تؤثر في المشاهدين ليس فقط من خلال التأثيرات البصرية أو السمعية، بل أيضًا عبر تأثيراتها المعرفية والعاطفية، إذ إن فهم وإدراك تأثير الفيلم في المُشاهد يعد جزءًا أساسيًّا من فهم كيفية تفاعل الأفراد مع العالم الواقعي، وكيفية تشكيل قيمهم وأفكارهم وسلوكياتهم في المجتمع.