المستخلص: أعجب بدوي بفلسفة نيتشه الأخلاقية وقلبه للقيم السائدة لأجل وضع قيم جديدة، فالحياة إرادة قوة تستلزم الألم، وهي شرط لكل عبقرية, تمتاز وجودية بدوي عن وجودية هيدجر بالنزعة الدينامية التي تجعل للفعل الأولوية على الفكر، وتستند في استخلاصها لمعاني الوجود إلى العقل والعاطفة والإرادة معًا، وإلى التجربة الحية، وهذه بدورها تعتمد على ملكة الوجدان بوصفها أقدر ملكات الإدراك على فهم الوجود الحي. أكد بدوي أن الوجود مكون من وحدات منفصلة، لا يمكن عبورها إلا بواسطة الطفرة، هي العدم. أيقن بدوي أن الزمان الحيوي حقيقة، وأن الزمان الفيزيائي ضروري من أجل إيجاد مقياس مشترك نسجل فيه الظواهر الخارجية في حركتها من ناحية التوالي، انتقد بدوي برجسون في سوء فهمه لفكرتي الإمكان والعدم، إذ فسرهما على أنهما فكرتان زائفتان لا أساس لهما من واقع الوجود. رفض بدوي الوضعية المنطقية معلنًا أن رد الفلسفة إلى مجرد تحليل الألفاظ وتعريفها هو أمر لا يستطيع أن يُقر به أحد من الفلاسفة، إضافة إلى اهتمام بدوي بالميتافيزيقا من خلال رسالتيه مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية، الزمان الوجودي.