أثر السياقات التداوليّة في الخطاب القرآني (قصّة موسى عليه السلام والعبد الصالح نموذجًا) - دراسة وصفية تحليليّة -

نوع المستند : أوراق بحثیة أکادیمیة

المؤلفون

1 أكاديمية متقاعدة حاليًّا

2 جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

المستخلص

تهدف هذه الدراسة إلى إبراز أهمّيّة المنهج التداولي كاتجاه لساني جديد في دراسة اللغة، يبحث عن حَلٍّ للعديد من المشكلات اللغوية التي أهملتها اللسانيات الأخرى؛ فالتداولية ليست علماً لغويا محضاً؛ وإنّما هي امتدادٌ لجهود الاتّجاه الوظيفي الذي يرى أنّ عمليّة التخاطب لا تقتصر على الجانب اللغوي وحده، واصفةً ومفسّرة للبنى اللغوية، ولا تتوقف عند حدودها الظاهرة وحسب، بل تتجاوز ذلك إلى عناصر خارجيّة تتمثّل في كل ما يحيط بالعملية التخاطبية، كما تتجاوز كذلك إلى الظواهر اللغوية في أثناء الاستعمال، مما يُتيح التعرّف على القدرات الإنسانيّة للتواصل اللغوي. لذلك عدّ رودلف كارناب التداوليّة قاعدةَ اللسانيات؛ لأنّ معاني الكلام فيها لا تكمن في المفردات والتراكيب وحدها، ولا في العملية المعرفية المجردة من سياقها، وإنّما تكمن فيما يقصد المتكلم، وفيما يفهم المتلقي (استماعاً أو قراءةً)، وفيما ينتج من دلالات من خلال ظروف السياق. وهذا ما أعطى لهذا الحقل بعداً ابستمولوجياً (معرفياً) جديداً تتداخل فيه العلوم؛ لتفتح بذلك مجالاً واسعاً في آفاق اللسانيات. وهذا ما جاءت الدراسة الحالية لتثبته بتوظيف المنهج الوصفي التحليلي، واختيار المنهج التداولي لتحليل قصّة موسى – عليه السلام – مع العبد الصالح في سورة الكهف؛ وذلك لما للخطاب القرآني من تفرّد وتميّز على جميع الخطابات؛ ولبيان أثر السياق التداولي (اللفظي والفعلي) في فهم الأحداث والمجريات وتغيير المواقف تبعًا لها.
وقد أظهرت الدراسة فاعليّة المقاربة التداوليّة وصلاحيّتها لجميع الخطابات اللسانيّة؛ إذ تصلح لتناول الكتابات الإبداعيّة في شتّى المعارف والعلوم -ناهيك عن النّص القرآني، والأحاديث النبويّة-، وذلك لما تتمتّع به التداوليّة من سعة بسبب مناهلها المتنوّعة، فتدرس تلك النصوص جميعها بوصفها تجارب إنسانيّة عبر الأزمنة، وذلك وفق المقام ومتطلّبات السياق.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية