يشير مفهوم السياسة الحيوية لدى فوكو إلى مجموعة من الآليات التي تسعى إلى الحفاظ على الحياة البيولوجية للمواطنين ووضعها كهدف لها، ومحاولة تنظيم وإدارة شؤونهم، وذلك من خلال مستويين؛ أولهما الجسد الفردي: من خلال عمليات تنظيمية وانضباطية، وثانيهما الجسد الاجتماعي: من خلال إجراءات بيولوجية ومؤسساتية. بينما يشير المفهوم لدى أجامبين إلى مجموعة من الآليات التي تجعل من "الحياة العارية" هدفًا لها، وتحاول إنتاجها عن طريق الفرض الدائم لحالة الاستثناء التي يكون فيها القانون معلقًا بحكم الدستور نفسه؛ وبالتالي يكون المواطنون "هوموساكر" أي مجرد كائنات بيولوجية مستباحة محرومة من حقوقها السياسية أو الاجتماعية. وفي ضوء ذلك يسعي البحث الراهن إلى محاولة الوقوف على مفهوم السياسة الحيوية في ضوء المشروع الفكري العام لكل من ميشيل فوكو وجورجيو أجامبين. واعتمد في ذلك على منهج نورمان فاركلوف Norman Fairclough في تحليل الخطاب، بمراحله الثلاث: الوصف، والشرح، والتفسير. في ضوء إطار نظري يجمع بين التحليل اللغوي والاجتماعي للنص، يتمثل في نظرية البنيوية التكوينية لدى لوسيان جولدمان.
الكلمات الدالة: السياسة الحيوية، السلطة السيادية، الحياة العارية، حالة الاستثناء.