تعد قضية الكارما من القضايا المحورية التى تشغل أروقة المناقشات الفلسفية والنفسية بل والإنسانية لما لها من دورٌ هام فى حياة الإنسان والمجتمع، فقد خلق الله عز وجل الإنسان ومنحة المقومات الأساسية التى تقتضيها طبيعته البشرية، وكان أهم تلك المقومات قدرته على الفعل والذى برزت أهميته فى تنظيم التجمعات البشرية لتحقيق حياةٍ أفضل. فالإنسان هو الكائن الوحيد الذى وهبهُ الله العقل الذى به يتدبر أفعاله وما يترتب عليها من نتائج تُشكل حياته ومصيره، فمنذ وجود البشرية برزت أهمية وجود قانون يحكم الفعل الإنساني ونتائجه ، ومن ثم أصبح الفعل الإنساني مثار جدل ومحط اهتمام الفكر الإنساني فى شتى العصور ، وأصبح للكارما دورًا هامًاً فى حياة الإنسان حيث عملت على تحقيق الانسجام والسلام والطمأنينة بداخل الإنسان منذ القدم، وهكذا يمكن إرجاع أصول هذا المصطلح وفلسفته للفكر الشرقي القديم خاصة الهندي، ومنذ هذا التاريخ أضحت قضية الكارما "الفعل وما يترتب عليه من نتائج" مثار اهتمام الفكر الإنساني خاصةً عندما تخوض المجتمعات غمار الفوضى والظلم ،حينئذ ينتفض الحس الداخلي مطلبًاً إعادة النظر لأفعال الإنسان وضرورة التزامه بالفعل الخُلقي لتحقيق حياةٍ أفضل وهذا هو جوهر فلسفة الكارما.