کانت الوحدة الإندماجية بين مصر وسوريا، تجربة فريدة من نوعها، رغم قصر عمرها (من 24 فبراير عام 1958-28 سبتمبر عام 1961)، لتواطئ کل القوى المعادية لوجود الأمة وتقدمها من الداخل والخارج، ولا شک أن اتفاق الحکومتين المصرية والسورية علي الوحدة، وقيام الجمهورية العربية المتحدة، يشکلان حدثاً تاريخياً مهماً في اطار التجارب الوحدوية العربية. فقد استمرت محادثات الوحدة فترة وجيزة وتمت الوحدة تحت إلحاح المؤسسة العسکرية وضغط الجماهير السورية، واعتبرت" الجمهورية العربية المتحدة " الاسم الحقيقي لدولة الوحدة بين "جمهورية مصر" و"الجمهورية السورية"، وفي 21 فبراير انتخب الرئيس جمال عبد الناصر رئيساً لها، وفي 5 مارس 1958 صدر دستورها المؤقت. شهدت المنطقة العربية في الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين حراکاً سياسياً واجتماعياً غير مسبوق، واتسم الوطن العربي بالوعي القومي داخل جميع أرجاؤه، کما شهدت المنطقة العربية تدخلاً خارجياً عميقاً، وظهر الصراع بين القوي القومية العربية الوحدوية والقوى المضادة المحلية والإقليمية والدولية، وبتحقيق تجربة الوحدة المصرية السورية زادت المخاوف الغربية، نظراً لتصدي الجمهورية العربية المتحدة لمختلف التدخلات والمخاطر الخارجية في المنطقة.